علم المعاني :
علم تعرف به أصول مراعاة الكلام لمقتضى الحال وتأديته وفق ما يتطلب المقام .
مباحث علم المعاني :
أولا – الخبر والإنشاء :
الخبر : الكلام الذي يحتمل الصدق أو الكذب لذاته بقطع النظر عن قائله .
فكل كلام وافق الواقع فهو صادق ، وكل كلام لم يوافقه فهو كاذب .
يستثنى من ذلك : كلام الله جل وعلا وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .
أمثلة :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى أوائل ورد كــــن بالأمس نوما
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
الإنشاء : الكلام الذي لا يحتمل الصدق أو الكذب .
فالكلام الذي ليس له نسبة خارجية تصدقه أو تكذبه يسمى إنشائيا .
أمثلة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا .
أعيناي جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى .
تدريبات : عين الجمل الخبرية والجمل الإنشائية في الأمثلة الآتية :
1- ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فـــــــإن الخوافي قوة للقوادم .
وخــــــل الهوينى للضعيف ولا تكن نؤوما فإن الحــــر ليس بنائم .
2- لا تنه عــــــن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعــــلت عظيم .
3- فاترك محــــــاورة السفيه فإنها ندم وغـــب بعــــد ذاك وخيم .
· أغراض الخبر :
يلقى الخبر لأحد غرضين أصليين :
1- فائدة الخبر : عندما يفيد الخبرُ المخاطبَ حكما ، والمخاطب جاهل به .
مثل : قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ... .
قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : البر حسن الخلق .
2- لازم الخبر : عندما يكون الخبر معلوما بالنسبة للمخاطب .
مثل : قول السيدة خديجة – رضي الله عنها – للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : إنك لتصل الرحم
وتصدق في الحديث ، وتحمل الكل وتعين على نوائب الحق .
قال المتنبي في مدح سيف الدولة : نثرتهم فوق الأحيدب نثرة كما نثرت فوق العروس الدراهم .
· وقد يخرج غرض الخبر عن مقصديه الأصليين ، وتتعدد الأغراض على حسب المواطن ، وفيما يلي بيان لذلك :
1- الفخر : مثل قول المتنبي :
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم .
2- الترحم : وهو طلب العطف والشفقة : مثل قول جرير :
سأشكر إن رددت على ريشي وأنبت القوادم في جناحي .
3- إظهار الضعف وسوء الحال : قول أبي فراس الحمداني يشكو حاله :
جراح تحاماها الأساة مخوفة وسقمان باد منهما ودخيل .
وأسر أقاسيه وليل نجومـــــه أرى كل شي غيرهن يزول .
4- إظهار التحسر والحزن : قال ابن الرومي في رثاء ولده :
أبني إنك والعزاء معا بالأمس لف ليكما كفن .
5- المديح :مثل قول النابغة يمدح الملك النعمان :
فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب .
6- الهجاء : مثل قول جرير في الفرزدق :
لقدت ولدت أم الفرزدق فاجرا وجاءت بوزواز قصير القوائم .
7- النصح : مثل قول زهير بن أبي سلمى :
ومن لم يصانع في أمور كثير ة يدرس بأنياب ويوطأ بمنسم .
8- الحث على السعي وعدم التواكل : مثل قول عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) :
إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
· أضرب الخبر : للكلام الخبري ثلاث مراتب ، وهي :
1- ابتدائي : يخاطب به خالي الذهن ، ولذلك يخلو من أي أدوات توكيد .
مثل : ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ...
قول الشاعر : أتينا رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتابا كالمجرة نيرا .
2- طلبي : يخاطب به المتردد في الحكم ، ولذلك يؤكد بمؤكد واحد استحسانا ودفعا للتردد .
مثل : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ...
إن درس الخبر سهل .
3- إنكاري : يخاطب به المنكر للخبر ، ولذلك يؤكد بعدة مؤكدات .
مثل : والله إن الله واحد .
لإن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ..
· أدوات توكيد الخبر : (القسم – ‘ن – أن – قد – لام الابتداء – أحرف التنبية – نونا التوكيد – الحرف الزائد – أما الشرطية ) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق